'الرحى' التقليدية في تطاوين.. إرث تاريخي يأبى الاندثار
شهدت ولاية تطاوين خلال السنوات الأخيرة إحداث عدد من المجامع النسائية بغاية التمكين الاقتصادي للنساء خاصّة بالأرياف، بالإضافة إلى المحافظة على الموروث التقليدي الغذائي والصناعات التقليدية، وقد رافق ذلك عودة استكمال وسائل تقليدية كادت تندثر على غرار "الرحى التقليدية".
وقد أكّدت "عائشة" إحدى الناشطات في مجمع نسائي تمسكهن باستعمال "الرحى" التقليدية لعدة اعتبارات، أبرزها جودة المنتوج، حيث لا يتعرّض إلى الحرارة أثناء مراحل الإنتاج مقارنة بالطاحونة العصرية.
وأضافت بأنّهن ينتجن، باستعمال الرحى، مواد غذائية متنوعة تحظى بإقبال كبير، على غرار الدقيق والشربة والهريسة والملوخية والحناء والبسيسة، خاصّة عند الاستعداد إلى شهر رمضان المبارك.

وأشارت "عائشة" إلى التراجع الكبير في استعمال الرحى التقليدية بالمنازل وتقتصر على النساء الكبار، مؤكّدة على أنّها تمسّكت بإبقاء الرحى في منزلها وعدم بيعها وذلك لأهميتها كإرث من الأجداد، بالإضافة إلى أنّها مورد غذائي وحتّى "لا أبقى جائعة"، وفق كلامها.
يُشار إلى أنّ الرَّحَى آلة بدائية من الحجر الخشن الثقيل، تتكون من حجرين مستديرين يركّب أحدهما فوق الآخر، وهما حجرا الرحى، يتراوح قطرهما بين قدم وثلاثة أقدام حسب حجم الآلة. عُرفت في ثقافة التونسيين قديمًا ضمن عدد من الآلات التي ابتكرها الإنسان لتسهيل عملية الطحن لتحضير الخبز من القمح والشعير، ولا يكاد يخلو مطبخ منزل في السابق من هذه الآلة، وقد تمّ العثور على ٱثار لمصنع لفردات الرحى بمعتمدية غمراسن من ولاية تطاوين.
الحبيب الشعباني